"خاص الحكومة تجيب حلول باش تجابه الإكراهات الخارجية... والحكومة مفيدة مللي كتجي لمحاين وكتعاون الشعب ديالها... ومنين كتجيبو لفلوس (صندوق المقاصة) ياك من ضرائب المواطنين، راه ما كتعملوش فيهم الخير". هذا الكلام قاله بالحرف محمد نجيب بوليف؛ الوزير المنتدب في الشؤون العامة والحكامة مهاجما سلفه نزار بركة وزير نفس القطاع في حكومة عباس الفاسي، أيام كان الأول في المعارضة والثاني في الحكومة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ذاكرة وزراء العدالة والتنمية ضعيفة إلى هذا المستوى؟ ونحن نعيد طرح نفس الأسئلة على السيد الوزير بعد الزيادة الكبيرة والمفاجئة لأسعار المحروقات، لاش صالحة حكومتكم باش تزيد تقهر المستضعغين؟
بالأمس وفي الحوار الذي أجراه رئيس الحكومة مع نفسه مستقويا بسلطته ومستغلا القنوات العمومية، وجوابا على سؤال يتعلق بإمكانية خفض أجور الوزراء، أجاب على التو وبالحرف: "وعلاش ما تقوليش نرجعو ديك الزيادة ديال 600 درهم لي تزادت للموظفين العام لي داز؟!!!". هل هذا جواب مسؤول من رجل دولة؟ هل فعلا حزبه هو الذي كان يرفع شعار الأولوية الإجتماعية خلال حملته الإنتخابية التي "طلع عليها النهار" مبكرا؟
في التبريرات المردودة التي قدمتها الحكومة بعد إقدامها على خطوة الزيادة الخطيرة في المحروقات وما تتبعها بطبيعة الحال من زيادات في تذاكر النقل وأسعار باقي المواد الغذائية والخضر والفواكه نظرا لارتفاع تكلفة النقل، قالت أن من يملك سيارة في المغرب هو غير معني بدعم صندوق المقاصة، هذه الحكومة جاءت لتدق آخر مسمار في نعش الطبقة التي كانت تسمى متوسطة حتى ترتاح نهائيا من هذا النعت، ولسان حالها "لي عندو شي خرشاشة يكركبها (يبيعها)".
اتق الله يا بنكيران في أبناء شعبك، فدوام الحال من المحال، ولو دامت لغيرك لما وصلت إليك، وإن التاريخ لا يرحم. كنت تتغنى بدعم الفئات المستضعفة وكان حزبكم قويا شرسا أيام المعارضة، وتحولتم بقدرة قادر إلى نعام تغرسون رؤوسكم في الوحل كلما واجهكم أحدهم بملفات الفساد الكبرى، بالريع الإقتصادي الحقيقي، برخص الصيد في أعالي البحار، وبرخص مقالع الرمال، وبمهرجان موازين واللائحة تعلمون طولها، وتستقوون على الضعاف من أبناء هذا الشعب المقهور من معطلين حاملي الشواهد العليا رغم التزام الدولة بتوظيفهم، ومن أساتذة بوقوفكم لهم تبجيلا بالهراوات والزرواطات دون تمييز لمرأة أو شيخ عجوز قضى زهرة شبابه في الجد والعمل والاجتهاد، وربما منهم من درس أحدكم!!
المصدر : هبة بريس