بلاغة الرسول "صلى الله عليه وسلم"

بلاغة الرسول "صلى الله عليه وسلم"

وصف الجاحظ بلاغة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وبيانه في كلمات موجزة دقيقة الوصف والتعبير لأنها نابعة من أحد أساطيل البيان واللسان وقوله حجة ومنطقه بيان.. يقول الجاحظ عن بيان الرسول الكريم: هذا هو البيان الذي قلَّ عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجلَّ عن الصنعة، وبعد عن التكلف، واستعمل المبسوط في موضع البسط، والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الوحشي، ورغب عن الهجين السوقي، فلم ينطق إلا بمحض الحكمة، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة، وشد بالتأييد، وأوزر بالتوفيق، وهو الكلام الذي ألقى الله المحبة عليه، ونماه بالقبول، وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين الإفهام وقلة عدد الكلام، وهو مع استغنائه عن إعادته، وقلة حاجة السمع إلى معاودته، لم تسقط له كلمة، ولا زلت له قدم، ولا بارت له حجة، ولم يقم له خصم، ولا أفحمه خطيب، وإنما بز الخطب الطوال بالكلام القصير، وهو لا يتلمس الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصدق، ولا يطلب الفلج إلا بالحق، ولا يستعين بالخلابة، ولا يستعمل المواربة، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبطئ ولا يعجل، ولا يسهب ولا يحصر، ثم لم يسمع الناس قط بكلام أعم منه نفعا، ولا أصدق لفظا ولا أعدل وزنا ولا أجمل مذهبا ولا أكرم مطلبا، ولا أحسن موقعًا، ولا أسهل مخرجًا، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين عن فحواه من كلامه "صلى الله عليه وسلم" .
المصدر: البيان والتبيين - منقول للفائدة-

» 50 معلومة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
» قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم‏
» من توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم الصحية
» نبذه عن سيرة الرسول
» مظاهر جمال هيئة الرسول صلى الله عليه وسلم وسلوكه